الخميس، 7 مايو 2015

ذَات حُلْم



ذَات حُلْم
 مَلَامِحُهُ حُبٌّ
 وَعَمَرِّه عَشَقٍّ
.....
مِنْ فَوْقِ الشُّرْفَةِ طَارَ بَعِيدًا
بِالأَجْنِحَةِ المَكْسُورَةِ
 وَلَيَالِي مُعْتِمَةٌ
....
قَلْبُهُ يَدُقُّ سَرِيعًا
فَقَدْ حَانَ لِقَاءُ ظِلِّهِ
فِي الثَّامِنَةِ ذَاتِ مَسَاءً
 رَأَى ظله يَقِفُ متكأً عَلَى نَجْمَةٍ لَامِعَةٍ
 حَاوَلَ التَّرْكِيزَ لِيُمْسِكَ كَفَّهُ
ثُمَّ قَالَ:
أَأَقُصُّ عَلَيْكَ ذَاتَ حُلْم ؟
 عَنْ حُبٍّ سَكَنَ سَاحَةُ الجَسَدِ
إِلَى الأَبَدِ.. نَعَمْ إِلَى الأَبَدِ
عَنْ حُرُوفِ اِسْمِهَا
عَنْ عِشْقٍ أَصَابَ القَلْبُ
 فَنَفَثَ تَعْوِيذَتَهُ عَلَيَّ ثَمَانِيَةُ
.....
 حَلَمَ ك بُسْتَانٌ أَخْضَر
غَطَّاهُ زُهُورُ اليَاسْمِينِ
 اِشْتَهَى رَائِحَتَهُ كُلُّ حِينَ
 وَلَا شَيْءَ آخَرَ
....
جَنَّتِي
أَنْهَارُهَا مِنْ دَمِي
وَنَبِعْهَا دَمْعٌ عَيْنِيّ
 بِلَا رِيَاحٍ وَلَا ضَجَرَ
وَلَا أَوْرَاقٍ مُتَسَاقِطَة
ضَوْءٌ هَائِلٌ هيّ
جَنَّتِي
هُدُوءٌ صَافٍ
 وَضِحْكَاتٌ مِثْلَ وَقْعِ المَطَر
أَشْتَهِي جَنَّتِي
وَلَا شَيْءَ آخَرَ
.....
سَاعَةٌ مَجْنُونَةٌ
 صَارَحَتْ قَلْبِي
وَأَخْبَرْتُهَا بُسْرِي
أَوْقَاتًا مُمِيتَة
رَهْبَتُهَا مُخِيفَةٌ
يَنْبِضُ قَلْبِيٌّ بِشِدَّةٍ
وَيُتَصَبَّبُ العَرَقُ كَسَيْلٍ جَارِي
 وَاُرْدُدْ
أَتَقَبَّلُ شُغُفَي وَتَغَنِّي؟!
 أَمْ أَعُودُ خَالِي مِنْ الحُلْمِ؟!
 قَالَتْ:
 أَتَرَانِي لَا أُحِبُّكَ
 أَتَرَاهُ يَكُونُ هَادِئًا قَلْبِي حِينَ بُعْداً ؟!
قَطَفَتْ الحُبَّ مِنْ فاهها
فَقُلْتُ:
أُحِبُّكِ
 وَقَالَتْ: أُحِبُّكَ
كَانَتْ أُوَلُ لَيَالِينَا
وَاُمْتُلِئَ الحُلْم حَبّ فِيهَا .